شكراً .. لطوق الياسمين ..
وضحكت لي فظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين .. يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين ..
وجلست في ركن ركين .. تتمشطين
وتنقطين العطر من قارورة وتدمدمين
لحناً فرنسي الرنين .. لحنا كأيامي حزين ..
قدماك في الخف المقصب .. جدولان من الحنين
وقصدت دولاب الملابس .. تعلقين وترتدين
وطلبت أن أختار ماذا تلبسين ..
ووقفت في دوامة الألوان ملتهبة الجبين
الأسود المكشوف عن كتفيه ..
هل تتردين ؟! لكنه لون حزين ..
لون كأيامي حزين ..
ولبسته وربطت طوق الياسمين .
وظننت أنك تعرفين .. معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك ..
ظنت أنك تدركين .. هذا المساء ..
بحانة صغرى رأيتك ترقصين ..
تنكسرين على زنود المعجبين .. تنكسرين وتدمدمين
في إذن فارسك الأمين ..
لحناً فرنسي الرنين ..
لحناً كأيامي حزين ..
وبدأت اكتشف اليقين ..
وأنك للسوى تتجملين ..
ولهم ترشين العطور .. وترقصين ..
ولمحت طوق الياسمين ..
في الأرض مكتوم الأنين .. كالجثة البيضاء
تتدفعه جموع الواقفين ..
ويهم فارسك الوسيم بأخذه ..
فتخالفين .. وتقهقهين ..
" لا شيء يستدعي انحناءك .. ذالك طوق الياسمين " ..
نزار قباني ..