أنا حقًّا أشعر بالوحدة والملل!
أشعر أن لاأحد بقربي على الرغم من أنني محاطة بالكثيرين!!!
وحدتي قاسية ياحبيبي..
وأنا متأكدة أنك مثلي تعاني مما أعانيه!
أشعر بأنَّا نُسقى من نفس الكأس...
نحتسي نفس الآلام..
ولكن أنت هناك!
بعيداً عني..
لاأعلم ماذا يحلُّ بك؟!
وأنا هنا لاأحد بجانبي فعليًّا سوى قلم قارب صبره على النفاد...
فقد أنهكته من كثرة آلامي،،
وورق صامت أحمِّله مئات الآهات والحسرات والعبرات يوميًّا رغم أنه لاذنب له مطلقاً فيما يحدث لي!
لاأحد أشكو إليه..
أبٌ غارقٌ في عمله ليلاً ونهاراً يكدُّ من أجل توفير حياة كريمة لنا..
وأمّ أحبُّها حدَّ الجنون ولاأريد تحميلها ما لاتطيقه من آلام..
أمٌّ ماإن تراني وقد بدا وجهي شاحباً قليلاً حتى تبدأ بالبكاء والدعاء لي....!
وشقيق لايتجاوز العاشرة من عمره كلُّ همِّه لعب كرة أو مشاهدة فيلم كرتوني..
وصديقات شكوت لهم حتى خفت أن يملُّوا!
فمثَّلت أنا دورهنُّ وأصبحت أنا ملاذهنَّ الآمن و.....(حلَّالة المشكلات)!!
هنا أحبُّ دوماً أن أكون..
في غرفتي..منعزلة عن الجميع...
مع كتبي ومجلَّاتي..
مع أوراقي وقلمي الصابر...
مع أحلامي وأمنياتي..
ومعك أقضي جلَّ وقتي!
فما رأيك ياحبيبي أن نكون سويًّا لتواسيني وأواسيك؟!
لتغرقني بحنان لم أتذوَّقه..
وأذيقك حناناً وحبًّا ووفاءً لم يسبق لك أن تذوَّقته!!
لنكن سويًّا...
نملأ دنيانا ضحكاً لطالما خبَّئناه في دواخلنا!!
لننشر الودَّ عبقًا في أرجاء عالمنا الصغير..
لنكن سويًّا.....
لننشئ جيلاً يبتسمون للعالم الفسيح بقلوبهم.. لينشرون الحبَّ والخير ليغدقوا على الجميع حناناً واحترامًا قد عاشوا وترعرعوا فيه لأعوام..
لنكن سويًّا...
فأنا بحاجتك لتمسح بيديك الدافئتين عن قلبي...وتمحو همومي!
لتلملم دموعي المتساقطة بيديك وتقبِّلها!!
لنكن سويًّا..
فأنا أنتظرك بفارغ الصَّبر ياحبيبي لتؤنس وحدتي القاسية..
فهل سيطول انتظاري؟!!!